المذهب الوضعي, ويقال له: المذهب الواقعي أيضًا, أو سيادة الطبيعة والحس, وهو مذهب إلحادي محارب لله تعالى ولكل الأديان, لا يؤمن إلّا بالمحسوسات وما ينتج عن التجارب, وهو بمثابة تهيئة للماركسية فيما بعد, إلّا أنه كان في إحدى مراحله يؤمن بدور العقل في المعرفة في العصور الوسطى, إلى أن جاء عصر التنوير في القرن الثامن عشر, فكان له دور واضح أيضًا في المعرفة, ولكن انتهى اعتباره في القرن التاسع عشر هو والدين أيضًا؛ إذ لم يعد لهما دور بعد هذا التطور الذي تصوره الوضعيون.
وجاءت بعد ذلك الماركسية لتؤكد نهاية صلاحية الدين والعقل, والاعتماد فقط على الطبيعة, وإنكار العالم الآخر وسائر المغيبات التي أخبر بها الدين في الحياة الآخرة.
وأحلَّوا الطبيعة هذه محل الإله, فهي التي تخلق وتقدر الأمور على حقيقتها, واعتبار ما جاء خارجًا عنها ما هو إلّا وهمٌ وخداعٌ سواء جاء عن طريق العقل