١- هذه هي إحدى النظريات التي نشأت في أوربا للتفلُّت من حكم الدين -النصراني- وقبضة القائمين عليه ممن يسمُّونهم رجال الدين.
٢- وهي -حسب تصوري- تصلح أن تكون تفسيرًا وإيضاحًا للمقصود بالديمقراطية الغربية.
٣ قام أصحاب هذه النظرية يطالبون بالسيادة في الحكم حينما أحسّوا ببدء تفكك سلطة البابوات والإقطاعيين وبوجود الفراغ, بل والفوضى في قضية السلطة والمرجع النهائي فيها؛ إذ أصبحت الأوضاع في أوربا في تلك الحقبة التي انتقضت فيها لترويج كابوس الكنيسة وغبارها -أصبحت كالوضع الذي كان يعيشه الجاهليون قبل الإسلام, والذي يعبَّر عنه بشريعة الغاب, أو مَنْ عَزَّ بَزَّ وَمَنْ غَلَبَ اسْتَلَبَ.
٤- قام دعاة السيادة يطالبون بإسناد الحكم والتشريع إليهم بعيدًا عن تدخل الدين أو رجاله في ذلك, وكانت المطالبة في ظاهر الأمر باسم الشعب وحده, وتعاظمت هذه الدعوى إلى الحد الذي جعل من سلطة الشعب إلهًا جديدًا يجب الرضوخ له, وصار الجريئون منهم يقولون: لا حكم إلّا للشعب, ولا إرادة إلّا إرادته, ولا شرع إلّا ما شرعه, بينما يقول المنافقون منهم بنفس العبارات إلّا أنهم يضيفون فيها إرادة الله من إرادة الشعب, وأحيانًا العكس.