لقد انهالت على القوميين مصادر دعم كثيرة من جهات معروفة بالكيد للإسلام وأهله, بل والكيد للعربية والعروبة ودعمهم لهم، ومن أكبر الأدلة على عمالة هؤلاء لهم، ومن أولئك الداعمين للقومية:
١- اليهود:
واليهود كما وصفهم الله وراء كل جريمة ومؤامرة, فقلَّما تنشأ فكرة ضد البشرية إلّا ووقفوا لتقويتها, ولا طائفة تتربَّص بالدين إلّا ووقفوا إلى جانبهم, وهذا الإجرام منهم هو ما أوصتهم به كتبهم التي يقدّسونها, وحاخاماتهم الذين اتخذوهم أربابًا من دون الله تعالى.
ولقد حافظ اليهود على تماسكهم وتضامنهم طوال تاريخهم في الاعتزاز بجنسهم وقوميتهم وعقائدهم التي ورَّثها لهم أكابرهم قديمًا، فلم يذوبوا في أيّ مجتمع مهما امتدت بهم السنوات, ومهما كانت أعدادهم, ومهما كان تفرقهم, وبالإضافة إلى تعصبهم لقوميتهم فهم يتعصَّبون أيضًا للغتهم العبرية, وكان من مكاسب اليهود في انتشار القومية اليهودية والتديُّن بها هو الحفاظ على أفرادهم من الذوبان في أيّ مجتمع يكونون فيه, وبالتالي فإن في انتشار القومية بين مخالفيهم أيضًا مكسب لهم من حيث تمزّق هؤلاء وتشرذمهم؛ وانطواء كل جماعة على قوميتهم, وما يتبع ذلك من التنافس بينهم, واستعلاء