تبيَّن من الحوادث التاريخية أن دخول القومية إلى البلاد الإسلامية والعربية بخصوصها, إنما كان بدافع الحقد الصليبي واليهودي, والرغبة في تمزيق الوحدة الإسلامية والانتماء إلى الإسلام؛ لأن الانتماء إلى العربية سيسهّل عليهم مهمّة استعمارهم لبلدان المسلمين بعد أن يفرقوا فرقًا وأحزابًا لا يلوي بعضهم على بعض في عنجهية جاهلية قومية, فتمكَّن المستعمرون أعداء الإسلام منهم حين عرفوا من أين تؤكل الكتف, فتخطَّفوهم وأخرجوم من دينهم الإسلامي إلّا من حفظه الله تعالى, وأخذوا أطرفًا كثيرة من بلادهم -وفلسطين أقوى شاهد- على ما وقع فيه المسلمون العرب من ضياع وهزيمة, والعراق الذي يعيش اليوم مرارة هزيمته على أيدي الصليبيين, ومن قبل ذلك أسبانيا والبرتغال والهند وغيرها.
ومن الجدير بالذكر أن ظهور القوميات لم يستفد منها أحد مثلما استفاد منها اليهود حين نادوا بالتعصّب لقوميتهم اليهودية المتمثلة في الصهيونية, ولذلك لأنَّ اليهود -وهو أمر مهم- قد مزَّقهم الله تعالى وشتَّتهم بسبب خبثهم ورعونة أخلاقهم, وهذا الشتات يشكّل خطرًا عليهم أن يذوبوا في المجتمعات التي يعيشون فيها, وأقوى ضمان لبقاء تماسكهم هو تعزيز