الخرافة هي الاعتقاد بما لا ينفع ولا يضر ولا يلتئم مع المنطق السليم والواقع الصحيح١.
ولكن أصحاب المادة يريدون بالخرافة: المعاني الروحية ومبادئ الدين وتعاليمه, بعد أن ضربوا بالدين والتعاليم خلف ظهورهم, قال أحدهم:
أَبَعْثٌ ثم حَشْرٌ ثم نَشْرٌ
حديثُ خرافةٍ يا أمَّ عمرو وظنوا أن ما هم فيه من الإلحاد هو الطريق الصحيح, بينما الدين في نظرهم المعكوس هو الخرافة, وسموا خرافاتهم في خلق الإنسان وفي وجود هذا الكون علمًا, مع أنها نظريات أثبت الواقع بطلانها, ولا ينكر أحد أنه يوجد خرافات كثيرة في العالم, وأن على العاقل أن يميز فيها بين الخرافات الفعلية والدعايات المغرضة المضللة.
أما التقاليد: فهي جملة العادات التي هي لمجتمع معين, وهي إمّا تقاليد خيِّرة طيبة, وإما تقاليد سيئة باطلة, ولا تعرف التفرقة بين هذين المسلكين إلّا بعرضهما على الشرع الشريف، فما كان موافقًا للشرع فهو الحق وهو المطلوب، وما كان مخالفًا للشرع فهي تقاليد جاهلية يجب الحذر منها, وما أشد معركة التقاليد, وما أوسع انتشارها, تموت تقاليد وتحيا أخرى على تعاقب الأجيال ومر الدهور, وعلى المسلم أن يكون متزنًا في تقبُّل مختلف التقاليد, فكم من تقليد قضى على نور العلم والمعرفة وأفسد الأخلاق والعقائد, وكم من حق سُمِّيَ خرافة، كما أنَّه يجب عليه الانتباه إلى ما يلقيه أعداء الإسلام من الهجوم على الشريعة الإسلامية تحت ما يسمونه محاربة التقاليد البالية تنفيرًا للناس عنها, كما أنه يجب على المسلم أن يعلم أنه لا مكان في الإسلام للخرافات ولا للتقاليد السيئة الباطلة؛ إذ أن الإسلام إنما جاء لمحاربة كل أنواع الجاهليات والخرافات والتقاليد الباطلة الضارة.