للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- شبهات الملاحدة في إنكارهم وجود الله تعالى:

تذكر الجواب بالإضافة إلى ما سبق فيما يلي:

١- دليل الجاذبية:

من شبههم على نفي وجود الإله الخالق والحافظ لهذا الكون ما زعموه بعد اكتشاف نظام الجاذبية في علم الفلك من أنَّ هذا الكون محفوظ بقانون الجاذبية ومتماسك بسببها لا بقدرة إله خالق, ولا شك أن هذا الفهم تافه سخيف؛ إذ يقال لهم: هل نظام الجاذبية ينفي وجود إله خالق قادر، أم أنه على العكس يدل على وجود الإله -سبحانه وتعالى- الذي خلق الجاذبية ذاتها؛ لتعمل وفق ما أراد وقدَّر لا وفق ما تريد هي؛ إذ لا إرادة لها ولا وجود لها من نفسها, فهي قد وجدت بعد أن لم تكن، وهذا الترتيب العجيب في الكون يفوق كل قدرة, ويفوق كل تدبير, لقد حيَّر العقول وتضاءلت دون إدراكه الأفهام، فكيف ينسب هذا كله إلى الجاذبية المحدثة المخلوقة؟ كما أن كثيرًا من الملاحدة -كما تقدَّم- يعترفون بعجزهم عن الوصول عن طريق الأبحاث والتجارب إلى معرفة أسرار كثير من الحقائق المشاهدة في هذا الكون, وهذا الإقرار يلزمهم أن يقروا أيضًا بحقيقة الإله، بل وحقيقة الدين؛ لأنه يشتمل على كثير من الحقائق التي لا يصل العقل إلى معرفتها لا عن طريق البحث ولا عن طريق التجارب, فكيف ساغ لهم الإيمان بأن لبعض الحقائق المشاهدة حقائق باطنية عجز العلم عن معرفتها, بينهما ينفون وجود الإله وحقيقة الدين؛ بحجة أن الدين قائم على أمور لا تدرك حقيقتها الباطنية عن طريق البحث والتجربة، هذا تناقض واضح وتفريق بلا مستند.

<<  <   >  >>