أما زعمهم أن الصراع الطبقي لم يكن له أي سبب غير معرفة الإنسان للزراعة والصناعة, فهذا قول بالتخمين وهوأكذب الكذب, ولن يجد القائلون به أي دليل لأنهم ادَّعَوْا شيئًا هو أقدم منهم.
كما أن هذا الأمر ليس هو السبب للصراع بين الناس، وإنما هو واحد من عِدَّة أسباب لا تكاد تحصر، كما أنَّ هذا السبب قد يوجد في بعض المجتمعات وقد لا يوجد, فليس هو أمر حتمي كما يدَّعي الملاحدة.
ومن السذاجة والجهل القول بأن الملكية الفردية نشأت عن ظهور الصناعة والزراعة, وأنها ليست فطرية في نفوس الناس, بل وفي نفوس الحيوانات, فإن الملكية الزراعية نفسها لم تقم إلّا بسبب النزعة الملكية فردية كانت أو جماعية, وإلّا لما قامت الزراعة, ولما عرف الإنسان طريقه إلى الجمع والادخار بين مقلٍّ ومكثرٍ, وبخيلٍ وكريم.
وأمَّا زعمهم أن الناس منذ أن تركوا الشيوعية الأولى وهم في صراع طبقي مرير, وأن ذلك سيستمر حتى يرجع الناس إلى الشيوعية الأولى, وذلك بترك الملكية الفردية, وتساوي الناس في كل شيء بزوال الطبقات التي أحدثتها الملكية الفردية وتكدس رءوس الأموال في فئة دون فئة, يقال لهم: هل يتحقق ذلك في عالم الواقع، وهل يمكن أن يتساوى الناس وتزول