الطبقات, خصوصًا في ظلِّ النظم الجاهلية, وهل يمكن أن تتحقَّق هذه الأحلام البرَّاقة في يوم من الأيام، إنها مجرد أوهام وخيالات؛ لأن الحياة لا تقبلها ولا تنتظم بها.
إنَّ نظام الطبقات واستعلاء بعض الطبقات على البعض الآخر, والظلم والحرمان واستعباد القوي للضعيف, كلها إنما توجدها النظم الجاهلية كما حدث بالفعل على مسار تاريخ البشرية، فالمجتمع في العهد الهندوسي مقسَّم إلى طبقات هي: البراهما والكاشتريا والشودري, وأقسام فرعية أخرى كثيرة.
وفي أوروبا عاش الناس طبقات متفاوتة أشد تفاوت؛ طبقة تسمَّى طبقة السادة، وأخرى تسمَّى طبقة العبيد, وقد تمثَّلت هذه الأحوال السيئة الجاهلية في عهد الرق.
أما في عهد الإقطاع فكان الناس ثلاث طبقات رئيسية, هي: طبقة الأشراف أمراء الإقطاع، وطبقة رجال الدين، وطبقة الشعب "المغلوبين على أمرهم".
أما في عهد الرأسمالية فإن نظام الطبقات على أشده أيضًا, طبقة تسمَّى طبقة أصحاب رءوس الأموال, وطبقة أخرى تسمَّى طبقة العمال "ناس في الثريا وناس في الثرى", وهكذا الحال في عهد الديمقراطية التي تظاهرت بأنَّ الشعب هو صاحب السلطة, فقد كان الصحيح هو أنَّ الشعب لا يزال هو المستضعف المقهور, وصاحب المال هو السيد الحاكم, وهي نفس الكذبة التي كان يرددها الشيوعيون من أنَّ طبقة البروليتاريا