أما زعمهم أن الملكية الفردية ليست فطرية في الإنسان، فقد كابروا عقولهم وتعسَّفوا حين زعموا أنها لم تكن قضية فطرية في النفوس, وإنما وجدت بعد أن عرف الإنسان كيفية الزراعة واستجلاب كثرة الدخل للفرد, وما تلا الزراعة من قيام الصناعات وزيادة الدخل, محتجّين على هذا السخف بأن الشيوعيين الأوائل ما كانوا يعرفون الملكية الفردية, وكانوا في أسعد حال, فإن هذا الدليل رغم مصادمته للواقع وللفطر السليمة, رغم ذلك وغيره هو قول بلا علم, وتخرُّص بلا دليل، والإسلام يذكر أن الله -عز وجل- علَّم آدم كل شيء, حتَّى علمه كيف يزرع, وكيف يحصد, فأي زمن كان الناس -حسب زعم الملاحدة- لا يعرفون الزراعة ولا العمل؟
وهذا ما أفادته الشريعة الإسلامية بل وسائر الأديان عن طبيعة البشر منذ وجودهم, وأقرته ولم تلغه؛ لأن الحياة لا تستقيم بدون النزعة إلى الملكية الفردية وحب التملُّك سنة الحياة الدنيا, فمن خالف هذه السُّنّة وزعم أن الناس لا بُدَّ أن يكونوا في حالٍ لا يملك فيه الشخص أيّ شخص لنفسه -كما