لم يكن أمام أصحاب الفن والآداب -كما سموا أنفسهم- وهم هاربون من كل ما يتَّصل بالكنيسة من خيار لإشباع هذا الجانب إلّا أن يعودوا لنبش الماضي, الذي يتَّفق مع ميولهم التحرُّرية من كل ماضي الكنيسة وسيطرتها.
ولم يكن أمامهم -بسبب إعراضهم عن طلب الدين الصحيح- إلّا الحضارات السابقة, والتي تتمثَّل في الوثنيات اللادينية بذوقها الهابط, وإباحيتها, واستهتهارها بكل الفضائل التي دعت إليها الأديان، فقام الفنَّ والآدب على العلمانية اللادينية التي ليس فيها دعوة إلى الحشمة أو الفضائل أو مراقبة الله أو الحياة بعد الموت, وما يحصل للإنسان هناك من عقاب أو ثواب.
لأنَّ الإله الجديد الذي هو الطبيعة أو الإنسان نفسه, لم يعد في حاجة إلى تلك الفضائل الدينية, بعد أن انطلق من أغلال الكنيسة, ودخل عصر