للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مذهلة رغم بهرجة الحياة هنا، إنه احتجاج صارخ على سوء أوضعاهنَّ وعلى المجتمع الذي يعشن فيه.

أفلا تتعظ المسلمات بها وصلت إليه المرأة الغربية في ظلِّ حضارة مادية زائفة، أفلا تتعظ بذلك وتبقى ملكية في بيتها, ومسئولة عن رعيتها في هدوء واستقرار, كما أراد لها الإسلام؟ وتحافظ على حشمتها وكرامتها أن تداس وتهان في غفلة منها.

وعن التضجُّر والشكوى من انفلات المرأة واستهتارها الواضح اقرأ ما جاء في جريدة الشرق الأوسط تحت هذا العنوان "حظر التنورات القصيرة في إقليم روسي": "مسوك رويترز، طالبت حكومة أحد أقاليم روسيا موظَّفَاتها بالتوقُّف عن ارتداء التنورات القصيرة, وتخفيف مساحيق التجميل على وجوههن, على أساس أنَّهن يثرن بذلك غرائز حيوانية لدى زملائهن الذكور"، وهذا طلب وجيه نابع عن بقية حياة في الفطرة، ولكن انظر بماذا قوبل هذا الطلب, حسب ما جاء في هذه جريدة: "وأثار الأمر الذي أصدره "أوليج شليك" نائب رئيس بلدية كاليننجراد على ساحل البطليق بروسيا, حالة سخط بين كثيرين في الإقليم, بما فيهم الرجال، وقال "شيليك" لشبكة تلفزيون "إن تي في": "بالطابع يتعيِّن على المرأة لفت نظر الرجل، لكن ليس لدرجة كبيرة تتجاوز العرف, وتثير أمورًا لا علاقة لها بالعمل، بل غرائز حيوانية فقط", وقال معلق "إن تي في": "إن أمر شليك يعني أنَّ النساء في مقارِّ إدارة كاليننجراد سيتعيِّن عليهنَّ التخلي عن ارتداء تنورات قصيرة, وتفصيل بدلات عملية عليهنَّ، والابتعاد عن ارتداء مجوهرات غير مألوفة, ووضع مساحيق تجميل بسيطة", وقال "يوري ماتوشكين" النائب في البرلمان الإقليمي بسخط: "إن الأمر يلحق الخزي بشيك نفسه وأوضح ماتوشكين: "إذا كان هذا يحوّل انتباهه, فقد اختار إذن وظيفة خطأ، وإذا لم يكن بمقدوره السيطرة على نفسه لتوجيه طاقته بشكل صحيح, فإنه يتعين عليه تغيير وظيفته"١.

وتوجد عشرات الأمثلة للشكوى من حال انفلات النساء وقلة الحياء لديهن, ممن تربَّيْنَ تلك التربية، وما أكثرهن.


١ جريدة الشرق الأوسط, العدد: ٩٣٢٢, تاريخ: ١٨/ ٤/ ١٤٢٥هـ.

<<  <   >  >>