وأخذت العاقلات منهنَّ بندبن حظَّهن حين جرفهنَّ تيار العلمانية، لقد تمنَّت كاتبة ألمانية أن تعيش مع رجل ناجح, ولو كان عنده عشر زوجات، وتمنَّت امرأة إنجليزية عجوز حينما اطَّلعت على وضع المرأة والأولاد في الإسلام, ومعاملة الزوج لزوجته وأولاده في الإسلام, تمنَّت لو أنَّها قضت حياتها من أولها مع رجل مسلم.
إن فطرة المرأة السليمة كانت تحتِّم عليها أن تكون مطلوبة للرجل لا أن تكون طالبة له، ولكن بسلوك العلمانية ودعاة تحرير المرأة, اضطرت المرأة هناك أن تبدأ هي بمغازلة الرجل واسترضائه, بعد أن عرف الرجل كيف يجرَّها إلى هذا المصير بدهاءٍ شيطانيٍّ, وصار حالها كما قال الشاعر:
وعسى أن تستبينه النساء اليوم قبل غد، وعسى أن يضعن حدًّا رادعًا للمستهترين بهنَّ المتاجرين بأعراضهن.
فالمرأة الأوربية لو نظرت إلى حالها بعين الإنصاف لهالها الأمر, ورجف قلبها خيفةً؛ إذ أصبحت مثل الدابة التي تقوم بكفالة أولادها الغير شرعيين، وأصبحت بمفردها تعاني آلام الحمل والولادة, وطلب المعيشة, وتربية أطفالها, في الوقت الذي ترى فيه تكالب الناس على المادَّة واقتناصها دون أدنى رحمة بالفقراء والمحتاجين.
فلا تستبعد حينما تسمع الإقدام على الانتحار بين الناس في الغرب