الذي حجر عليكم الانطلاق إلى كل الاتجاهات، ومنها: المتع والملذات بشتَّى أشكالها، حرامًا كانت أم حلالًا، باذلين الجهد الجهيد في الاستحواذ على عقل المرأة وإخراجها من عفتها وحشمتها, مكرِّهين إليها بيت الزوجية وتربية الأولاد, بححَّة أنها لا بُدَّ أن تتطوَّر وتكون مثقَّفة, مع أن هذه الدعوة معناها أن تكون شبيهة بالبهيمة المنطلقة، وهو عين التأخُّر والرجوع إلى البدائية.
وطالبوها بأن تنزع ثياب الحشمة الظاهرة -بعد أن رفعتها عن قلبها, فإذا بها ترى أن العري المتمَثِّل في إظهار نصف الفخذين والكتفين, ونزع غطاء الرأس, ومشاركة الرجل جنبًا إلى جنب في العمل, وتقليده في حلق شعر الرأس, ولبس الثياب الضيقة, وفي المشية, وغير ذلك, إذا بها ترى أن كل هذا السلوك هو السلوك اللائق بها, وحلّ بها الشقاء, ولحقها الخذلان والإهانات, من حيث تشعر أو لا تشعر.
بل وأصبح الكثير رجالًا ونساءً لا يرون مقياس التقدُّم في البلد إلّا بهذا السلوك المخزي للمرأة، ولم يبخلوا على المرأة التي تسلك مسالكهم بإطلاق المدح لها على جرأتها، وأنَّها يجب أن تظهر شخصيتها, وترمي بكل الأخلاق الفاضلة وراء ظهرها، وأجادوا خداعها, والتفنُّن في إغرائها, فانجذبت إليهم الكثيرات، وبقيت قلة محتارات في وسط الطريق, لا يدرين أين يتَّجهن، وقليل منهنَّ أدركن ماذا يراد لهن, ومدى خطر التخطيط المبيت وراء التزلف إليهن, ومطالبتهنَّ بالخروج على كل شيء, فكتبن يحذِّرن بنات جنسهنَّ من شر تلك المزالق الوخيمة, وأن المقصود بها في النهاية أن تكون المرأة متعة رخيصة بيد الرجل لمن عليهنَّ مسحة من ملاحة فقط.