لقد أفادت النظرية الداروينية الكاذبة أنَّ الإنسان حيوان يعود إلى نسل القردة, ثم تطور بفعل المادة إلى أن أصبح إنسانًا, وجاء الملاحدة فأكملوا خيوط المؤامرة النظرية وزخرفوا فيها القول لإثبات تشويه صورة الإنسان الذي كرَّمه الله تعالى, وجعل فيه النبوة والعقل, وشرَّفه بالتكليف, فصوروه على أنه حيوان تطوّر عن جماعة القردة, لا فرق بينه وبين بقية المخلوقات؛ ليسهل لليهود في النهاية استحمار البشرية وسوقهم إلى حظيرة اليهود الذين يعتبرون -كل الجوييم- حيوانات خلقت على صور اليهود؛ لتسهيل خدمة أسيادهم اليهود -شعب الله المختار بزعمهم.
ويذكر الباحثون أن دارون وإن كان قد أرجع أصل الإنسان إلى القردة؛ لكنه لم يرجعه إلى المادة الصماء كما قرره الملاحدة من بعده, فإن الإنسان عند دارون أرفع رتبة منه من رتبته عند الملاحدة الماركسين, وقد جعل مجال الحديث عن الإنسان وسائر الكائنات الحية هو علم الحياة الذي يختلف اختلافًا بينًا عن علم المادة.
ومع هذا الهبوط بالإنسان في نظرية دارون إلّا أن الملاحدة لم يكتفوا بذلك, بل أضافوا له دفعات إلى الأسفل في الهبوط, فاعتبروا فكر الإنسان الذي يميزه عن سائر الحيوانات جعلوه ناتجًا عن المادة المحضة لا قيمة له