للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧- التأثر في التعليلات:

كما اشتملت المناهج على التفسير لكلِّ مظاهر الكون تفسيرًا إلحاديًّا على أنه من فعل الطبيعة، عوامل طبيعية، ظواهر طبيعية.... ويوجدون لها الأسباب التي تتَّفق وإلحادهم, ولهذا انتشر بين الناس التعليل للزلازل والعواصف والكسوف والخسوف والمطر, وغير ذلك على أنَّها عوامل طبيعية، لم يقل أحد منهم إنها من فعل الله تعالى بسبب ظهور المعاصي وبعدهم عن الله تعالى، كما ملئوا أذهان الدراسين بالتعليلات الخاطئة، كقولهم: الغزو العربي، أو الاستعمار الإسلامي، وأنَّ خروج المسلمين للجهاد في سبيل الله إنَّمَا كان لضيق عيشتهم في الجزيرة.

والحثَّ على حب الوطن فقط، والقومية العربية، والافتخار بالأمجاد الجاهلية، وغير ذلك من صنوف الغزو الفكري المنظَّم, الذي أخذ دعاته على عواتقهم صرف المسلمين عن التحاكم إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم -صلى الله عليه وسلم، وأنَّ من تَمَسَّك بهذا فهو جاهل متخلف معادٍ للحضارة والتقدم.

وركَّزوا كثيرًا على حكم القتل والزنا وشرب المسكرات وقطع يد السارق، وأنَّها أحكام جائرة ولا تليق بهذا العصر أو الإنسان المتقدِّم، مع يقينهم أنَّ ما أتو به من أحكامٍ لم تكن رادعة, ولا كانت هي الحل الأمثل، وما أكثر ما نسمع في إذاعاتهم, ونقرأ في صحفهم, من انتقادات لاذعة لسلوكهم من بعض مثقفيهم لقوانينهم التي لم يعبأ بها المجرمون, ولهم يرفعوا بها رأسًا.

<<  <   >  >>