للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل السادس: أسباب انتشار الوجودية]

ولسائل أن يسأل بالحاح فيقول: إذا كانت آراء الوجودية بهذه الضحالة والسخافة, فكيف انتشرت وكيف تقبلها الناس؟ والجواب: إنه بالتأكيد أن آراء الوجودية في غاية السخافة والبطلان, ولكن لا يغيب عن ذهن السائل أن لكلِّ صائح صدًى, أو كما قال الشاعر:

لكل ساقطة ... في الحي لاقطة

وبداهة يعلم أن الذين تقلبوها ونشروها إنما يريدون من ورائها ما أراد مؤسسوها الأوائل من إشاعة الإلحاد وهدم الأخلاق والأديان {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} ١.

وأول ما يدل على بطلانها وسخافتها موقف دعاتها من وجود رب العالمين, الذي يدل على وجوده جميع ذرات هذا الكون -سبحانه وتعالى- عما يقول الظلمون علوًّا كبيرًا, لكنه خفي في أذهانهم حين استبعدهم إبليس وجنوده, وقد حدثت أمور خطيرة استفاد منها الوجوديين في ترويج أفكارهم, وذلك أن بشاعة الحروب العالمية وغيرها وأخطارها, وما كانوا ينتظرونه من ظهور الفتن المتتابعة, وتسلط الكنيسة وطغيانها, وكذا ما تدعو إليه الوجودية من الانطلاق واهبتال الشهوات وتهوين أمر


١ سورة الذاريات، الآية: ٥٣.

<<  <   >  >>