لقد اجتذبت فكرة تحضير الأرواح الكثير من الناس في الشرق وفي الغرب, مثقفين وغير مثقفين, فذهبوا في تثبيتها كل مذهب ظانِّين أن وراءها نفعًا عاجلًا وحلًّا جاهزًا لما يدور في رءوسهم من حب الاطِّلاع على المغيبات, فإذا بهم يلهثون وراء سراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا.
ولقد كان لفكرة الكشف والتعلق به أقوى حافز عند بعض جهلة المسلمين إلى الولع بفكرة تحضير الأرواح, ثم جاء الدافع القوي وهو القول بوحدة الوجود فزاد الطين بلة, ورغم أن كثيرًا من الكُتَّاب قد أسمهوا بإسهام وافر في تثبيت هذه الفكرة من العرب ومن غير العرب.
أما من العرب فمن أمثال د. علي عبد الجليل راضي١، ومحمد فريد وجدي, ود. رءوف عبيد, الذي أصدر مجلة "عالم الروح"، وأحمد فهمي أبو الخير, أمين عام الجمعية المصرية للبحوث الروحية, وأما زعماؤها في الغرب فهم "سلفر برش" و"هوايت هوك"، حيث أقامها هؤلاء على القول بوحدة الوجو, ورغم ذلك كله فقد رفضها أهل العقول وسخروا منها, ورَوَوْا فيها الفكاهات المضحكة والتناقضات الواضحة في أفعال وأقوال
١ انظر الصوفية معتقدًا ومسلكًا ص٢٦٢, وانظر الموسوعة الميسرة ص٢٥١-٢٥٤.