عرفت مما سبق أن الإلحاد لم يكن ظاهرة جماعية على امتداد التاريخ الإنساني, وإنما كان نزعات شاذة, إلى أن تبنّت اليهودية العالمية هذا الفكر لتقضي به على جميع الأديان؛ ليسهل عليهم بعد ذلك استحمار العالم لهم, وإقامة دولة اليهود الكبرى العالمية التي يحلمون بإقامتها.
وفي بداية تبنيهم للفكرة كانوا يشجعون أيّ فكر أو حركة ضد الدين وأهله -أي دين كان, وينشرون الشعارات البراقة مثل: إقامة الحياة السعيدة, أو العيش السعيد للبشر في ظل أنظمتهم المزعومة.
والتركيز على ذمّ أهل الدين وتحقير أمرهم في أعين العامة, وخصوصًا علماء الدين؛ حيث ألصقوا بهم شتَّى التُّهم لتنفير الناس عنهم وعن مبادئهم, ثم تشجيع النظريات المعادية للدين أو لرجال الدين, أو الجانحة إلى التفلُّت من عقيدة الإيمان بالله تعالى, وإطلاق الألقاب الفخمة على كل شخص, أو فكر يظهر منه ذلك مما كانت حقارة القائل أو الفكر.
وكذا المناداة بإطلاق الحريات للناس: الحريات الشخصية، حرية الكلمة، حرية التصرف، حرية التدين، حرية الاقتصاد، حرية الفكرة، ونحو ذلك من الدعايات, انطلقوا في طريق واحد يصدّق بعضهم بعضًا خصوصًا حينما استولوا على وسائل الإعلام كلها, وبواسطة عملائهم المنتشرين في كل مكان, وقد توّج اليهود حربهم لله تعالى بإقامة الماركسية والالتفاف حولها دعمًا ومدحًا, وهيئوا لهاكل سبل النجاح للوصول إلى