للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنكار وجود الله تعالى, ولم يظهر في شكل مذهب أو دول، وإنما كان ظهوره في شكل نزعات لبعض الأشرار الشواذّ, إلى أن ظهرت الفلسفة الإلحادية الحديثة المنحرفة على يدي "ماركس" ورفاقه من اليهود الماسون, الذين كانوا وراء إشعال هذه الفتنة الإلحادية لمآرب سياسية {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} ١.

وقد علا شأن الإلحاد في عهد "ماركس" وعهد من جاء بعده علوًّا كبيرًا, إلى عهد آخر رئيس لما كان يسمَّى بالاتحاد السوفياتي، وهو "ميخائيل جورباتشوف", فأراد الله -عز وجل- أن يظهر كذب الملاحدة, فإذا بالشيوعية -التي تمثل قمة الإلحاد تموت في عقر دارها- وإذا بالشعوب المقهورة تعود إلى الاحتفال والاحتفاء بالأديان, وتعلن ما كانت تخفيه من حب الله وأنبيائه ورسله, ورجعوا إلى المساجد والكنائس وسائر المعابد معلنين رفضهم الفكر المادي الإلحادي, وفي بعض تلك الدول التي كانت تعلن الشيوعية والإلحاد شنقوا تماثيل بعض أقطاب الإلحاد الشيوعي تشفيًّا منهم، مما يدل دلالة صريحة على أن فكرة الإلحاد فكرة طائرة سخيفة لا مكان لها إلّا في قلوب فئة من شواذ الناس ماتت نفوسهم وانحرفت فطرهم وكابروا عقولهم, ومن الغريب أن يسند الملاحدة وإلحادهم إلى العلم -وهو كذب مبين- كما سيتبين ذلك من خلال هذه الدراسة إن شاء الله تعالى.


١ سورة النمل، الآية: ١٤.

<<  <   >  >>