للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الرابع: هل الاشتراكية هي الشيوعية؟

اختلفت وجهات نظر الباحثين -فيما يظهر من كتاباتهم- حول العلاقة بين الاشتراكية والشيوعية, وفيما يلي أذكر بين يدي القارئ حاصل ما قيل حول هذه العلاقة.

١- لا فرق بين الاشتراكية والشيوعية, بل هما اسمان لمسمَّى واحد, وعن تعليل التسمية بالاشتراكية بدلًا عن التسمية بالشيوعية يقال: إن الشيوعية من بعد ماركس اشتهرت بأنها شيوعية "مزدك"١، فنفر منها الناس، ومن هنا صارت كلمة الاشتراكية أقلّ استنكارًا؛ لهذا جعلت البذرة الأولى لشجرة الشيوعية الخالصة وإلّا فالشيوعية والاشتراكية اسمان لمسمى واحد"٢.

٢- إن الاشتراكية ترمي في النهاية إلى الشيوع, وإن الفرق بينهما يكمن في الناحية العلمية، فالشيوعية ترى أن جميع الثروات الاجتماعية مجموع يستهلك الفرد منه بقدر ما يسد جميع حاجاته, وليس فقط


١ نسبة إلى "مزدك" الذي ظهر في فارس أيام حكم الامبراطور "قباذ"؛ حيث جمع "مزدك" حوله الصعاليك ومن انضمَّ إليه وكوَّن منهم قوة كبيرة, بل واعنتق "قباذ" هذه الفكرة, وقامت شيوعية الأموال والنساء حتى ما كان الرجل يعرف له أبًا أو أمًّا, واشتد شرها وضررها على الناس حتى أنقذهم الله على يدي "أنوشروان" ولد "قباذ", فقتل منهم جموعًا غفيرة؛ إذ كان من أشد أعدائهم, وقتل "مزدك" شرَّ قتله.
٢ انظر "هذه هي الاشتراكية" ص١٥.

<<  <   >  >>