مراكز الحكم, والتأثير بالترغيب وبالترهيب, فأصبح الإلحاد ظاهرة قوية في شكل جمعات من الناس, وفي شكل دول حكمت بالحديد والنار لنشر هذا الإلحاد, وقدموا الإلحاد في أثواب براقة وخدع خفية؛ حيث ربطوا كل تقدُّم أو نجاح للعالم بتنفيذه.
وبحكم تسلُّط الملاحدة في البلدان التي تمت السيطرة لهم عليها أدخل تعليم الإلحاد قهرًا, وبالتالي إبعاد تعليم الدين عن كل المجتمعات والحيلولة دون دراسته, وإطلاق أيدي الفسقة والفجّار للنيل منه ومن القائمين عليه, ووصفهم بالرجعية والخونة والمتخلفين, وما إلى ذلك من الألقاب الظالمة، وكذا إطلاق أيديهم لخداع أهل الدين, وأن الإلحاد هو الأساس الذي كان عليه البشر, إلى أن جاءت الرسل -عليهم الصلاة والسلام- فغيروا تلك المفاهيم الصحيحة، وربطوهم بالخرافات إلى أن أصبح الإلحاد مذهبًا فكريًّا وتتمّ بموجبه المولاة والمعادات, وأصبح له أنصار كثيرون بزعامة الاتحاد السوفيتي سابقًا ولا يزال له انصار ودول إلى اليوم.
ومما يجب الاهتمام والتأكيد عليه أن الإلحاد كان أمرًا طارئًا على البشرية؛ إذ الثابت أن الإيمان بالله تعالى هو الأساس الذي كان عليه آدم وذريته من بعده منذ أن أهبطه الله إلى الأرض, إلى أن نبغ قرن الشيطان في مفاهيم أتباعه بعد أن انحرفت أفكارهم ودُنِّست فطرهم.
ولا بُدَّ من القول أن الإلحاد قد اشتدَّ وكثر أتباعه, سواء أكان في الغرب النصراني أو الشرق الشيوعي, وهو يمشي بخطى حثيثة, وقد تقبَّله من تقبَّله من الناس, إمَّا لعدم إيمانهم بالدين، وإما لجهلهم وسخافة أفكارهم، وإما رغبة في الوصول إلى مآرب سياسية أو اقتصادية, أو رغبتهم في التفلُّت عن الدين، أو غير ذلك مما سنذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.