وسلوك زعماء هذه الفكرة الضالَّة الخرافية, وعلموا يقينًا أن الهدف الأكبر من وراء دعوى تحضير الأرواح إنما هو استجلاب الناس إليهم, وخصوصًا العوامِّ منهم؛ ليحصلوا على أمور الواحد منها يعتبر مكسبًا كبيرًا يجوزه هؤلاء, أهمها: رفع مكانة أقطاب دعاة الروحية وتعظيم أمرهم في نفوس الناس, والحصول على الأموال بدون مشقَّة, وإضعاف التديُّن في النفوس, والإسهام في خدمة اليهودية الحاقدة من وراء ستار.
ولذلك فهم يحاولون بشتَّى الوسائل ونشر أقوى الدعايات لتقوية قضيتهم في تحضير الأرواح, زاعمين أن هذه الأمور إنما حصلت لهم على سبيل الكرامة الإلهية؛ لوصولهم إلى حدِّ معرفة الحقائق والاطلاع عليها مباشرة بدون واسطة أحد, أو لأنهم عرفوا بزعمهم كيفية الوصول إلى استحضار الأرواح, فلم يعد للغيب مكانة خارجة عن إرادتهم.
وحينما لهث النَّاس إلى معرفة بعض المغيبات -وخصوصًا بعد هذه الحركة العلمية والتطور المادي وظهور التنويم المغناطيسي وجمعيات تحضير الأرواح- استغلَّ هؤلاء هذه الكشوفات وزعموا أنها أدلة لهم على صحة ما يذهبون إليه، ومما ينبغي التنبُّه له أنه قد يحصل لبعض الصالحين ممن صفت نفوسهم نوع من الكشف بمعنى الإلهام والنفث في الروع، ولكن ليس ذلك صفة مستمرة كما يدَّعي الروحيون في زعمهم أن الرُّوح جسم مادي شفَّاف يستحضرونه متى أرادوا, وأن الموتى بعد الموت مباشرة يكونون في عالمنا هذا ومن حوالينا, ثم ينتقلون إلى درجة أرفع في