الإسلام عن قوس واحدة بالسبّ والشتم بالرجعية والتخلف, فكان يقول في خطبه المؤثرة:"إن كان التمسك بالإسلام رجعية فنحن نفتخر بأننا رجعيون", ولقد اتضح ولله الحمد بعد أن انجلت الحقيقة عن زيف الشيوعية والدعوة إلى القومية أو الوطنية أو سائر النعرات الجاهلية أنَّ الإسلام هو الذي سيبقى على امتداد تاريخ البشر، وأن الميل في السير إلى الوراء والعزوف عن متابعة الحركة التي توصلهم إلى تكامل استعداداتهم الطبيعية هو أخص صفات المذاهب الفكرية الضَّالة الجامدة بخلاف الإسلام, فإنه دين شامل ومتطور, بيَّن كل ما يتعلق بوجود الإنسان منذ أن أوجد الله آدم إلى خلق ذريته, وما يمرون به من المراحل المتطورة في حياتهم, منذ استقرار أحدهم نطفة في بطن أمه إلى خروجه إلى الدنيا, ثم انتقاله منها إلى أن يصل إلى الجنة أو النار, مع بيان كل ما يحتاج إليه في صلاح دينه ودنياه وتعامله معه نفسه, ومع الآخرين في أدق تنظيم وأعدله.