الإنسان أو تجاه الحيوان, وهكذا فإن الدعوة إلى الإنسانية قد لا يفطن الكثير من الناس إلى أنها دعوة تقوم على الاحتيال والمغالطة, إلّا لمن يتتبع نتائجها وبتعمُّقٍ في معرفة الوصول إلى ضحاياها من المسلمين, ويرى مدى الإجحاف في حقِّ الشعوب المسلمة على أيدي دعاة تلك الإنسانية, بل وفي غير البلدان التي تحكم بغير الإسلام, ومدى ما يفعلونه بمضايقة المسلمين في دينهم وفي أعراضهم وفي ثقافتهم, والعمل على تفريق كلمتهم بكل ما يستطيعون من الوسائل وما يخترعونه ضدهم من الأسماء الظالمة لضربهم تحت تلك الأسماء؛ كتسميتهم متمردين وعصاة وخارجين عن القانون, وما إلى ذلك, ثم التنكيل بهم بكلِّ وحشية دون أن يحرك دعاة الإنسانية نحوهم أي التفاتة, بل يلقون التأييد والدعم السخي بأنواع الأسلحة والمساعدات المادية والمعنوية, وفي مقابل اعتزاز المسلم بدينه حيث يشار إليه بأنه عدو الحضارة متعصب جامد, ويجب أن يتنازل عن غيرته على حرمه, وأن يتنازل عن كل عاداته التي لا يمكن بسببها أن يذوب في خِضَمِّ الماسونية الجارف, وإسرائيل وأمريكا أقوى الأدلة على صحة هذا.