الوصول إليه من متع الدنيا وشهواتها التي لا نهاية لها، ولهذا نشط الأدباء والفنَّانون والكُتَّاب في إخراج القصص الغرامية والعري الفاضح, وتلقَّفها المتلهفون على الطلاع على كل جديد, وسمَّوْا تلك القذارات كلها أدبًا وفنًّا، وصارت الوقاحة والعهر فنًّا يجب الاطلاع على خباياه وخفايا أساليبه، وبيوت الدعارة والسهرات المريبة ووصف ما فيها, وما يجري فيها كله يجب أن يكون داخلًا تحت الأدب الحرِّ والفنِّ الذي يراد به متعة القارئين والسامعين، فأصبح الشاعر منهم, والمغني والممثل, وكثير من الكُتَّاب يقدمون كلامًا ماجنًا بكلِّ وقاحة, دون أن يجدوا في أنفسهم أدنى وازع من ضمير أو حياء, بعد أن طبع الله على قلوبهم فشابهوا البهائم، بل أصبحوا أضلَّ منها، كما قال الله تعالى:{أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} ١.