يصارعون طبقة الرأسمالية, وأن يطيحوا بها بالطرق الثورية, وأن يستبدولها بالنظام الشيوعي الذي يستوعب تلك التناقضات ويصفيها في مجتمع ليس فيه طبقات يستغل بعضهم بعضًا، وإنما فيه طبقة واحدة يكون الإنتاج فيها ملكًا مشتركًا بين الدولة -خدعة شيوعية بارعة, ولكن هذا الصراع لا ينقل الناس مباشرة من الرأسمالية إلى الاشتراكية, بل يمر بمراحل تدرجية قبل انتقالهم من الرأسمالية إلى الاشتراكية, ثم إلى الشيوعية التي تحقِّق لهم مبدأ "مِنْ كُلٍّ حسب طاقته, ولكلٍّ حسب حاجته", والتي تتم بجهود ضخمة من العمل المتواصل لزيادة الإنتاج لتحقق تلك القاعدة "من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته".
وهكذا يتضح بجلاء أن التعليلات الشيوعية كلها قائمة على مجرَّد خيالات وتصورات ليس لها ما يسندها، بل هي ضد العقل والمصالح كلها دينية ودنيوية، وأنَّ ما تصوروه عن بداية المجتمع المشاعي وظهور الرق والإقطاع والرأسمالية, ثم الاشتراكية الممهدة للشيوعية, كل هذه الحلقات افتراضات وتخمينات, وأول ما يدل على كذبهم فيها أنهم لا يستطيعون أن يحددوا بداية كل مرحلة وظهور التي تليها تحديدًا دقيقًا, مع أنه حتى لو حددوها لا يقبل منهم لعدم وجود أدلة على ذلك يقبلها العقل.
وقد سلسلوا تلك الأحداث ليصلوا إلى النتيجة التي يهدفون إليها, وهي إظهار الشيوعية بمثابة الثمار الشهية اليانعة التي نضجت بعد الجدّ والاجتهاد وتطور الأحوال من حال إلى حال, ولإظهارها كذلك بمظهر المنقذ لتعاسة الإنسانية على مدى تاريخ الحياة البشرية على وجه الأرض، وكم علت تلك