الأصوات، وكم أخذت في طريقها من ضحايا قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة في أيام "جورباتشوف" الذي تولّى رئاسة الاتحاد السوفيتي بعد "يوري أندروبوف""وبريجنيف", وللباطل صولة ثم يضمحل, وقد مزَّق الله الاتحاد السوفيتي كل ممزَّق, ويتلوه إن شاء الله الرأسمالية الأمريكية وغيرها من مذاهب الكفر والضلال.
فلا يوجد عند العقلاء أدنى شكٍّ في أنَّ تفسير الملاحدة لتاريخ البشر هو ضلالة كبرى من ضلالات الشيوعية, وهضم واضح لتاريخ البشرية, وطمس للوجه المشرق من تاريخهم في مختلف الأزمنة, حينما لا يعترف هذا التفسير بأية قيمة خلقية، أو دينية، أو ثقافية، أو اجتماعية, قبل ظهور عبادة المادَّة الصماء, فهو قائم على النظرة الاقتصادية البحتة, فلا قيمة لأي شيء إلّا من خلال هذه النظرة الضيقة الباطلة التي لا يعرفون سواها.
إنَّ تاريخ البشر مملوء بالأحداث المختلفة على مرِّ الليالي والأيام, بعضها تكون أحداث كبيرة، وبعضها صغيرة، وبعضها يكون للمادَّة تدخل ما فيه، وبعضها لا تمت إليه المادة بأدنى سبب. ولقد سجَّل التاريخ أعظم حدث في هذا الوجود في فترة زمنية قصيرة ولا تزال آثارها واضحة قوية وسبتقى كذلك إلى أن يرث الله الارض ومن عليها، فما هو هذا الحدث؟ إنه الإسلام بتعاليمه السامية ونظمه العادلة، فكيف نشأ؟ وما هي الأسباب التي أدَّت إلى تغييره للمفاهيم التي قبله رأسًا على عقب, وأي حالة اقتصادية اقتضت ظهوره على تلك الحال؟