للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القوميات والوطنيات في يومٍ ما، حسب تقديراتهم، فتأتي حينئذ الحياة السعيدة القائمة على المحبة الإنسانية, وتتوحد العواطف والأفكار, ويعيش الناس كلهم على قلبٍ واحد, تعمهم الألفة والمحبة والترفُّع عن كل شيء يعرقل ظهور الحب بين جميع أفراد البشر حسب خداع الماسونية، والإنسانيون ينتظرون اليوم الذي يجتمع فيه الناس كلهم على مبادئ الإنسانية, ويعيشون في ألفة ومودة بعيدين عن أيّ مؤثر آخر من الوطنية أو القومية أو الدين, حين تسمو أفكار المجتمعات البشرية, ويتوحدون على أساس هذه الأخوة الإنسانية، وهي آراء جذابة، ولكنها دعوة خداعة, وأنَّى لها أن تتحقق، والواقع يكذبها ليلًا ونهارًا بهذه الحروب الأهلية والدولية, والنزاعات المستمرَّة مما يشكل صفعة في وجوه دعاة الإنسانية والقومية والوطنية وسائرالدعوات الجاهلية، وإنها وهمية وخيالات فارغة كما سنذكره في الرد عليهم.

<<  <   >  >>