وثبت أن الروح ترجع إلى الميت في قبره عند سؤال الملكين له, وأنها ترفع إلى السماء ثم تعاد إلى الميت في قبره, في روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران, كما جاءت بذلك السنة المطهرة, كما ثبت عند أهل الحق أن الروح مخلوقة لله تعالى, أوجدها بعد أن لم تكن، وأنه على الصحيح أن الروح توجد بعد تكوين الجسد, وأنها تفارقه إذا مات, وأنها جسم في داخل جسم الإنسان, ومن قال أنها عَرَض أو غير ذلك فقد أخطأ الحق.
كما أن الروح لا تعود بعد موتها على ما كانت عليه في الحياة الدنيا, فقد أخبر الله -عز وجل- في كتابه الكريم, وأخبر نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن الميت عليه برزخ إلى يوم القيامة, وأنه بعد الموت لا يمكنه أن يعمل, فقد انتهى زمن العمل في الدنيا, ولم يبق أمامه إلّا ما قدَّم في حياته الدنيوية من خير أو شر, ولم يقل برجعة الروح إلى جسدها قبل يوم القيامة أحد من المسلمين, ولا اعتبار لقول ابن سبأ ومن يتَّبعه من الرافضة, فهو قول خارج عن أقوال المسلمين ومعتقداتهم.
وما زعمه الروحيون من أنها ترجع إلى الدنيا وتحضر وقت طلبهم لها, وأنها تتجوّل بين الأحياء وتشاركهم أعمالهم , وأن لها نفعًا ملموسًا أو ضررًا ملموسًا, إن هو إلّا افتراء وتكذيب بجميع الأديان التي أنزلها الله على أنبيائه الكرام, وهذا هو الثابت الذي يجب اعتقاده, وترك أقوال الخرافيين من الصوفية وغيرهم من دعاة الروحية الضالين.