للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعرَّفها بعض العلماء بأنها هي الوجود الذي يدرك بالتصوّر العقلي ولا يدرك بالحواس؛ كالمُثُل والقيم والمبادئ والعدل والرحمة والتعاون والخير والبرِّ؛ ولأنَّ هذه لا تدرك بالحواس, وكذا الدين نفسه؛ لأن مصدره الوحي الإلهي وهو لا يدرك بالحواس١.

وأعتقد أن كل تعريف للروح يحتاج إلى إثباته بنص صحيح, والأولى الوقوف على ما ذكره الله في كتابه, وفي الموسوعة العربية الميسَّرة وصفوا البحوث الروحية بأنها نسبة إلى علم النفس الغيبي, أو الهامشي, يطلق على بعض الظواهر السلوكية أو الذهنية التي تقع خارج نطاق ما تفسره القوانين الطبيعية, وهي ظواهر غريبة وخارقة للعادة"٢.

وهذا الوصف لتضحير الأرواح بأنه علم النفس الغيبي يظهر أنه غير صواب, فليس هناك علم نفس غيبي؛ إذ الغيب لله تعالى وحده لا يصل إليه أحد بالتعلم, إلّا ما أخبر الله به أنبياءه ورسله.

ووصفها بأنها خارقة للعادة ليس كذلك, فإن علم تحضير الأرواح -كما يسمونه- ليس من الأمور الخارقة للعادة, بل هو كذب وشعوذة يموّهون به على من لا معرفة له بمسالكهم الشيطانية, ونسبة المذهب إلى الروح إنما هو للإغراء والدعاية وظلم الروح حينما ينسب الروحيون مذهبهم إلى الروح وهي منهم ومن آرائهم براء, إلّا أن تكون النسبة إلى أرواح الشياطين.


١ بتصرف عن التطور والدين ص٢٣.
٢ الموسوعة العربية الميسرة ج١، ص٣٣، وانظر ص٤١٦.

<<  <   >  >>