للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الموت لترتفع في الدرجات غير مسلم؛ إذ لا عمل بعد الموت كما قرَّره الإسلام, بل إن الروح إمَّا أن تكون في نعيم أو في عقاب فقط.

أما استدلالهم بالآيات فهو خطأ فاحش وسوء فهم, فإن قتيل بني إسرائيل وكذا طيور إبراهيم قامت بأرواحها وأجسادها معًا معجزةً من الله تعالى لنبيه موسى وإبراهيم -عليهما الصلاة والسلام- وبدون وسيط.

وهؤلاء المشعوذون الكاذبون إنما يحضرون قرين الميت من الجنِّ الذي عاش معه طوال حياته, وعرف كل شيء عنه, فإنَّ كل إنسان له قرين. فهؤلاء يظنون أنهم يخاطبون تلك الروح التي أرادوا تحضيرها, ولا يعلمون أنهم إنما يخاطبون قرينه من الجن, هذا إن صدَّقناهم أنهم يخاطبون أحد أو يسمعون كلامه.

ومما يدل كذلك على كذبهم ما زعموه من تحضير أرواح بعض الكفار فوجدوهم في نعيم مقيم, وهو ما كذَّبه الله في القرآن الكريم من دخول الكافرين النار, ثم ما يعمل من المنكرات التي تفعل في مجالس التحضير مما يوافق هوى الشيطان ولا يَمُتُّ إلى الدين بصلة.

وما عرف كذلك من التصرفات الباطلة لتلك الأرواح, فإن "منها من يفتري على الله الكذب وعلى أنبيائه وكتبه وملائكته ورسله, ومنها من يضلل الناس ويحقِّر الأديان, ومنها من يذكر ويأمر بالفجور والشرك والكفر والعصيان, وهي أعمال يرفض العقل السليم والدين الحنيف أن تكون صادرة عن أرواح بين يدي الله"١.


١ انظر تحضير الأرواح وتسخير الجانّ بين الحقيقة والخرافة ص٢٧.

<<  <   >  >>