للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا الفكر الذي يحمل الخراب والدمار, وظل سنوات عديدة في أوج قوته, إلى أن أذن الله في إذلاله وإذلال أتباعه, فخرج عنه الكثير ممن أنعم الله عليهم بالعقل والفتكير السليم, وداسوه بأقدامهم وتنفَّسوا الصعداء, وهالهم ما كانوا فيه من الغبن الفاحش أيام جثومه على صدورهم, وتيقنوا أنه مذهب جهنمي صاغه شياطين الإنس والجنّ بمباركة إبليس اللعين لهم على يد أنجز وكارل ماركس ومن جاء بعدهما مثل: لينين وستالين, إلى أن بدأ عهد جورباتشوف برئاسة ما كان يسمَّى بالاتحاد السوفيتي, ومن الغريب والعجيب والهول الشديد أن بعض البشر ممن هم أشباه القردة والخنازير لا يزالون ينادون به ويتبجَّحون بأنهم فرسان الاشتراكية لعنها الله ولعنهم وأركسهم في جهنم جميعًا: {أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} ١.

وإذا كان لأهل أوروبا ظروفهم التي أنتجت الدعوة إلى الاشتراكية في القرن التاسع عشر الميلادي وما بعده, فما بال الدول والشعوب التي تدعي الإسلام وأنه دستورهم، ما بالهم دخلوا تحت هذا اللواء الأحمر الذي يشير دائمًا إلى سفك الدماء, وما هي الظروف التي ألجأتهم إلى المناداة بالاشتراكية الماركسية, ألم يجدوا في الإسلام ما يسعدهم؟ بلي, ولكنهم ما طبَّقوه إن لم نقل ما عرفوه أساسًا.

ويطول عتاب هؤلاء وخصامهم, ولكن لا يمكن إغفال فريتهم الكبيرة التي تدلّ على مدى خبثهم وجهلهم، وتلك الفرية التي ظهرت تنادي بأن الاشتراكية أساسها إسلامي, وأنها تسير جنبًا إلى جنب مع التعاليم الإسلامية, بل وإن


١ سورة الأعراف، الآية: ١٧٩.

<<  <   >  >>