فإطلاق الاشتراكية على الإسلام أو على العرب حين يقال: الاشتراكية الإسلامية, أو الاشتراكية العربية, كذب محض؛ لأن الإسلام لم يقر الاشتراكية مع أنَّها كانت موجودة في صور شتَّى قبل الإسلام, ومع ذلك لم يختر الله أن تكون ضمن تعاليم الإسلام؛ لأنها تعاليم جاهلية, والإسلامية بريء من الجاهلية وأفكارها, سواء ظهرت قبله أم بعده.
وكذلك قولهم: الاشتراكية العربية أن هو إلّا كذب محض على العربية وعلى العرب الذين ما كانوا يعرفونها أو يتحدثون عنها, لا في شعرهم ولا في نثرهم, ومفاهيمها كلها غير مفاهيم الاشتراكية, ونشأتها ليست في بلادهم, فبأي حق تنسب إليهم؟ لولا إرادة الخداع والتضليل.
وكذلك نسبتها إلى العلم هي نسبة زور وافتراء, فقد قامت على التخمينات الماركسية وعلى التنبؤ بأمور كثيرة ظهر أنها كذب ولم تتحقق, فنسبتها إلى العلم ظلم للعلم وأي ظلم.
والإسلام والعرب والعلم والعقول السليمة كلها لا تعارض البيع والشراء والربح والملكية الفردية التي تحاربها الاشتراكية على أساس أن الربح ينتج عن الملكية الفردية وهي ممنوعة في الاشتراكية, فمتى نادى الإسلام أو العرب أو العلم بذلك؟! وقد أحلَّ الله البيع وحرم الربا.