للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما أن الأعمال الصغيرة قد تأخذ شهرة أكثر من الكبيرة من حيث الإتقان والجمال، ولهذا تجد العمل اليدوي في مجالات كثيرة لا يزال ذا قيمة أكبر في المجتمعات وفي أثمان السلع.

كما أن المشروعات الكبيرة -في أغلبيتها- تأخذ شكل شركات مساهمة, قد يسهم فيها مئات بل آلاف, ومن ثَمَّ يتوزَّع رأس المال ولا يتكدَّس١.

وفوق ذلك كله يقال لهم: إن الله تعالى -وإن لم يؤمنوا به- هو الذي قسَّم الأرزاق: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} ٢, ولهذا تجد أن الفقير والغني كلاهما يأكلان من فضل الله, وصدق المتنبي حيث قال:

ولو كانت الأرزاق تجري على الحجى ... هلكن إذًا من جهلهنَّ البهائم

وهل كان ماركس يهدف إلى الرحمة بالفقراء؟ كلّا. إنما يهدف إلى تطبيق مبدئه الجهنمي في إثارة الأحقاد والصراع الطبقي, والانتقام المتبادل بين فئات الناس والفتك ببعضهم بعضًا.


١ بتصرف عن "الاتجاهات الفكرية المعاصرة" ص١٩٣.
٢ سور الزخرف، الآية: ٣٢.

<<  <   >  >>