لا قيمة لها؛ لأنه ما من مختلفين في قضية من القضايا إلّا وتجد بينهم توافقًا ما. فإقرار الإسلام لتلك الأمور هو غير إقرار الاشتراكية لها, وترتيبه لها غير ترتيب الاشتراكية لها, ومفهومه غير مفهوم الاشتراكية, واشتراك الناس في تلك الأمور في الإسلام هو اشتراك مودة ورحمة وإخاء وتسامح, بينما هو في الاشتراكية حق واحد للسبع الكبير-الدولة- تأخذ منها شعبها, ثم تسمح بالباقي للآخرين في مقابل "من لم يحترف لم يعتلف", وفوق كل ما تقدَّم نقول لمخادعي الاشتراكي: من أين جاء مصدر الإسلام؟ ومن أين جاء مصدر الاشتراكية؟ وهل يلتقي التشريع الإلهي والتشريع البشري على حدٍّ سواء.
إن الإسلام لا يعترف بأي نظام جاهليّ وضعي, فكيف يقال: إنه يعضده ويوافقه, سواء أكان اشتراكيًّا أو رأسماليًّا أو شيوعيًّا, إنه من الكذب والافتراء الفاحش القول بتوافق الإسلام مع هذه الأنظمة الجاهلية وغيرها.
وإذا سلَّمنا جدلًا بتوافق الإسلام مع تلك الأنظمة, فما هو السبب في قتل الاشتراكيين الشيوعيين للمسلمين في الاتحاد السوفييتي قتلًا لا يتصوّر العقل أهواله, ودمارًا لا حدَّ له, لقد حاربوا الإسلام حربًا شعواء, وهدموا المساجد وحاربوا وجود أي كتاب إسلامي على امتداد البلاد السوفيتية, وأصبحت تهمة الشخص بأنه مسلم كافية لإباحة دمه وتدمير منزله, حتى تناقص أعداد المسلمين وعدد مدراسهم وعدد مساجدهم تناقصًا مذهلًا, فما هو جواب هؤلاء البهائم -بل هم أضل- ما هو جواب الاشتراكيين عن هذا السلوك, ألم تنكشف خدعهم للعالم أجمع؟ وتظهر الحقيقة لكل ذي رأي وعين أن العداواة بين الحق والباطل دائمًا على أشدها؟