البراقة والخطب الرنَّانية الفارغة بكل ما لديهم من قوة صاحب السلطة بسلطته, وصاحب القلم والرأي بقلمه ورأيه, وصاحب نشر الفحشاء والسوء بأسلوبه, فكم ألصقوا من التُّهم الشنيعة بشرفاء هم أنظف من الزجاجة وشوَّهوا سمعتهم بما أخلقوه من التهم والألقاب المنفرة ضدهم، وكم قرَّب الاشتراكيون من صعاليك سفهاء, وكم أبعدوا من أولي الحجى حتى صارت كلمة السفهاء وأصحاب الخنى هي المسموعة في وسائل إعلامهم المختلفة من مرئية ومسموعة ومكتبوة, وأبعدت الكلمة الصالحة, وجعلوا دون نشرها حجبًا كثيرة وأبوابًا مغلَّقة لئلَّا تفتح القلوب وتزيل غشاوة أبصار من افتتنوا بها.
أما بالنسبة لغزو الاشتراكية البلاد العربية فقد بدأ ظهورها في مصر وسوريا ولبنان في صورة ليست قوية إلى أن تبنَّاها رئيس مصر جمال عبد الناصر, الذي طغى وبغى في وقته, وتبنَّى الاشتراكية الماركسية ونشرها بأساليب شيطانية, وأحيط بها له من التغطية حيث كاد أن يدّعي ما ليس له بحق, لولا أنَّ الله عاجله بالعقوبة بهزيمته على يد اليهود أولًا وموته الفجاءة ثانيًا بعد أن علا اسمه وصار يلقب بأبي الأحرار ورائد الأمة, وما إلى ذلك من الأسماء الكاذبة, وكان بعضهم يصرّح بقوله: لن نهزم وناصر بيننا, فهزمهم الله في حرب سنة ١٩٦٧م شرَّ هزيمة عرفت في التاريخ الحديث.
انتعشت الاشتراكية العلمية التي اختارها جمال عبد الناصر طريقًا, وقام الكُتَّاب المتزلِّفون وأطروْهَا مدحًا وجاءوا بخدع لا نظير لها لتحبيبها إلى قلوب المسلمين, ومن الملفت للنظر أن دعاة الاشتراكية العربية تناقضوا