للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أكثر التشابه بين الآراء المتضادة, ومع ذلك لا يصح القول: إن هذا التشابه يجعلها متَّفقة غير مختلفة كما تقدَّم. وأنَّ أول ما يكذبهم فيما زعموه هو أن الاشتراكية الماركسية تدعو إلى الثورات المتلاحقة والصراع الطبقي بكل شدة, بينما الإسلام لا يدعو إلى شيء من ذلك, بل يدعو إلى الهدوء والمحبَّة والعطف والبر والإحسان والصدقات, فأين وجه الشبه بينهما؟

كما يكذبهم كذلك اعتقادهم أن الملكية الخاصَّة يجب أن لا يبقى لها أي مكان, وإمَّا هي الملكية العامة التي تكون بيد الدولة فقط, فالإسلام يحترم الملكية الخاصة والملكية العامة, وينظم الجميع تحت لا ضرر ولا ضرار, فأين وجه الشبه بينهما؟

كما أنَّ الاشتراكية الماركسية تسلب حريات الناس وتكمِّم أفواههم وتفرض تعاليمها فرضًا بالحديد والنار, بينما الإسلام يحثّ على الحرية وعلى الجهر بالحق في حدود الشرع والمصلحة العامة, فأين وجه الشبه بينهما؟

وإنك لتندهش حقًّا وتعجب أشد العجب من عملاء الماركسية حينما يزعمون أن الاشتركية متوافقة مع الإسلام ومع فطرة كل شخص, وأنَّ الشعوب رضيت بها واعتنقتها ورأت فيها ضالتها المنشودة، قبَّح الله هؤلاء الكذابين الأفَّاكين, أليست الشعوب التي يزعمون أنها تقبَّلتها تلعنهم ليلًا ونهارًا؟ وأي شخص ارتاح إليها وهو يعلم أنها ستسلبه أرضه ومسكنه؟ ويعيش على بطاقة تصرفها له الدولة يتغدى بها ويتعشَّى بها, ثم يكون

<<  <   >  >>