ومبرراته، وهو ما يمثله دعاة العلمانية في البلدان الإسلامية التي تَمَّ لهم الحكم فيها.
وما دام الأمر قد وصل إلى محاربة الدين وإقصائه نهائيًّا, فلا بُدَّ أن يوجد البديل له في كل مظاهر الحياة، وهو ما وقع بالفعل، فطوِّرَت العلمانية لتشمل بعد ذلك الحكم، والاقتصاد، والعلم، والتاريخ، والحياة الاجتماعية، ومظاهر السلوك، والأخلاق، وصور الآداب والفنون، أي: إنها أصحبت دينًا قائمًا بذاته, ملأ الفرغ الذي خلَّفه إقصاء الدين النصراني عن المجتمعات.
ولم يعد الناس بحاجة إلى الدين في أيِّ قضية من القضايا التي تصادفهم؛ لأن المارد الجديد قد سدَّ كل الحاجات, ولبَّى كل المطالب التي تواجه الفرد في حياته اليومية كلها، في الحكم, وفي سائر متطلبات الحياة الاجتماعية الجديدة، وأصبح دعاة العلمانية كلهم على خطٍّ واحدٍ وهدفٍ واحدٍ مع اختلافهم في الوسائل من بلد إلى آخر، وفيما يلي بيان ذلك في المسائل الآتية: