يتحرك أيّ ساكن تجاه ظلم هذه الطبقة في النظام الإقطاعي، وتَمَّ هذا كله تحت غطاء الدين الذي وصفه السادة الإقطاعيون والبابوات كأوامر إلهية لا يجوز الخروج عنها, والتي هي بمثابة مكابح قوية لجماهير المستضعفين من قبل السادة الإقطاعيين ورجال الدين, ثم حدث الصراع المرير بين الإقطاعيين والمستضعفين بعد أن ظهر النظام الرأسمالي الذي نادى بالتحرر من كل القيود الإقطاعية ونبذها، وما إن انتصر النظام الرأسمالي المنادي بالحرية والمساواة والإنسانية إلّا وتكشف الحقيقة من أن العامل الفقير أصبح تبعًا للرأسمالي, كما كان الحال في النظام الإقطاعي, فإمَّا أن يعمل الفقير تحت رحمة الرأسمالي, وإما أن يموت جوعًا، ولم يعد للإنسان أيّ قيمة في النظام الرأسمالي إلّا من خلال عمله الدءوب لسيده الرسمالي تحت تسمية خادعة هي العمل لمصلحة الجميع, والتي تصب في النهاية في خزائن أصحاب رءوس الأموال، هكذا زعموا, فما مدى صحة تلك التعليلات؟
الواقع أن تلك التعليلات كلها رجم بالغيب, لا يملكون عليه أيّ دليل, بل كلها يسوقها الملاحدة لتشويه صورة القيم والأخلاق والدين؛ لكي يصل الناس إلى النتيجة المرادة المستهدفة, ألا وهي الوصول إلى تطبيق المبادئ الاشتراكية الشيوعية التي تنظر إلى القيم والأخلاق على أنها أمور زائفة لا قمية لها, ولا يجب على المناضل الشيوعي أن يعيروها أيّ اهتمام؛ لأن الشيوعي عرف الحقيقة من وراء قيام كل القيم والأخلاق؛ إذ هي تبريرات فاسدة ونفاق خفيّ على أساس أن الغايات تبرر الوسائل, وقد ساندها الدين لإبقاء الطبقات الكادحة على ما هم عليه, أو للأمور