للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا هو الحق, ولا اعتبار لكلام الشاذّين الساقطين الملاحدة الممسوخين الذين: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} ١، الذين حاربوا الدين النصراني ظانّين أنه الدين الصحيح, ثم غمرتهم النشوة بانتصارهم عليه, وما علموا أنهم إنما حاربوا دينًا مزيفًا كاذبًا من وضع الطغاة المشركين عبَّاد الصليب وأحبار الشيطان, ولهم أن يحاربوا كل الجاهليات ومن ضمنها هذا الدين, ولكنهم انحرفوا عن مكان المعركة الحقيقية فحاربوا النور, وغيَّروا الحقائق لينفسوا عن غيظهم وحقدهم الشديد على طغاة الكنيسة الذين أذاقوهم ألوان الذل وشر الاستعباد؛ وليحققوا أيضًا ما تطمح إليه اليهودية العالمية, ويجب أن يعلم أولئك الأشرار أنه ما من فترة مرَّت من فترات حياة البشر إلّا وكان توحيد الله نورًا وضَّاء لم يخل منه مجتمع في يوم ما من أيام حياة البشر, لم يكن للفن ولا للفنانين فيه أي شيء يذكر, ولا للفكر أو التجربة أيّ دخل كما يدَّعون.

وأمَّا ما يذكره الملاحدة من أن الإقطاعيين والرأسماليين كانوا يستخدمون الدين كمخدِّر للجماهير ليرضوا بالذل والظلم عليهم في مقابل أن يعشوا في جنة الله في الآخرة, فهذا أمر قد يكون وقع كذلك. ولكن ما هي العلاقة بين الدين الحق وبين فجور طغاة الكنيسة وجشع الرأسماليين المرابين، بل كان الأولى أن يوجَّه اللوم إلى أولئك الذين رضوا بهذا الحال ولم يبحثوا عن مخرج لهم, أو عن صحة تلك الوعود من أولئك المنتفعين, أو أن يخاصموا


١ سورة النمل، من الآية: ١٤.

<<  <   >  >>