حيال الدول المتحضرة عملًا استفزازيًّا وغير إيجابي, لذلك ندعو الطبيعة إلى اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية بغية تساقط كمية مناسبة وذات مصداقية من الثلوج", وإذا أردت التعليق على هذا الكلام السخيف المملوء بالكبرياء والعنجهية فاقرأ ما كتبه عبد الزراق السيد عيد بعنوان: "أمريكا تكشف عن وجهها القبيح, وتعلن الحرب على الطبيعة" في مجلة التوحيد١.
فيا ترى ما يقصد بالطبيعة الأم؟ إنه إلحاد وكفر وسخف, فما هي الطبيعة الأم التي يتحدث عنها هؤلاء ويقولون: إنها هي التي تخلق وتحيي وتميت وتزرق من تشاء وتمنع من تشاء، وتخاطب بتلك اللهجة الحارة المفتقرة إلى الأدب, فمن المعورف أن الطبيعة لا تخلو عن:
١- إمَّا أن تكون هي نفس الذوات الموجودة في الكون، من الحيوان والنباتات والجماد، وهذه كما يرى القارئ لا يصح الاستغاثة بها ليتساقط الثلج في موسم الأعياد؛ ليلهو ويلعب بها طغاة اليهود.
٢- وإمَّا أن تكون هي صفات الأشياء الموجودة في العالم من حركة وسكون, وحرارة وبرودة, وليونة ويبوسة, وغير ذلك, وهذه أيضًا كذلك لا تملك لنفسها وجودًا ولا عدمًا.
ومهما كان الجواب فإنه خطأ وجهل شنيع حين يستند إيجاد هذا الكون البديع عن طريق طبيعة لا تعقل ولا تملك لنفسها ولا لغيرها ضرًّا ولا نفعًا.
١ مجلة التوحيد ص٢١, السنة الثلاثون, العدد الثاني, عشر ذو الحجة ١٤٢٢هـ، وقد نقل النص المذكور عن جريدة الخليج في عددها الصادر بتاريخ ٧/ ١١/ ١٤٢٢هـ نقلًا عن وكالات الأنباء.