للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- وأما في حال وفاة الآباء وأبناؤهم لا يزالون أطفالًا صغارًا, وهم من يطلق عليهم "الأيتام", فقد أوجب الإسلام على الناظر لهم كامل الرعاية والعناية بهم, ورغَّب في الأجر على القيام بتربيتهم إلى أن يتجاوزوا سن الطفولة, قال تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} ١.

وقال تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ، فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} ٢.

وإذا كان لليتيم مال فقد أوجب الإسلام الحفاظ عليه وعدم التصرف فيه إلّا بالتي هي أحسن؛ لتنميته والحفاظ عليه سليمًا مصونًا حتى يكبر, كما قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} ٢.

فإذا تصرَّف فيه الناظر بالغشِّ, فإن الله تعالى قد توعَّده بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} ٤.

فإذا أحسَّ الناظر أن اليتيم أصبح حَسَنَ التصرُّف في ماله ردّه عليه امتثالًا لقول الله تعالى: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا


١ سورة الضحى، الآية: ٩.
٢ سورة الماعون، الآيتان: ١، ٢.
٣ سورة الأنعام، الآية: ١٥٢.
٤ سورة النساء، الآية: ١٠.

<<  <   >  >>