للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقوانين الأخرى التي اكتشفوها وأحلَّوها محل الله -عز وجل، وغير ذلك من الشركاء الذين جادوا بإيجاد هذا الكون وما فيه حسب تصوراتهم السقيمة.

ولقد ساعد هرب هؤلاء عن الدين ما يمارسه رجال الكهنوت في الكنائس الذين أصبح كلامهم ووعظهم حملًا ثقيلًا على كواهل الحاضرين, الذين لم يجدوا في تلك التراتيل الدينية ما يحرّك أدنى عاطفة نحو الخوف من الله والرغبة في التديُّن، وكيف يوجده أولئك الوعَّاظ في قلوب النَّاس, مع أنه مفقود تمامًا من قلوبهم أولًا، ولذلك فإنَّ فاقد الشيء لا يعطيه.

مواعظ الواعظ لن تقبلا ... حتى يعيها قلبه أوَّلا

وما الذي سيجده طالب الدين من كنيسة تبارك فيها الرقص والاختلاط والقبلات والخلوة في الزوايا المظلمة, والدعوة إلى الاستمتاع علنًا وبصورة فاضحة لا تختلف كثيرًا عن دور الدعارة، ومن هنا فضَّل بعضهم البقاء في بيته على الذهاب إلى الكنيسة التي تزيد قلبه قساوة باسم الدين، فأيُّ دين هذا، وأيُّ مصير كالحٍ ينتظر هؤلاء، وأيُّ مبرِّر يدعو الشخص إلى حبِّ الدين ما دام هذا حال الدين والقائمين عليه؟!!

هذا إلى جانب ضجيج دعاة الحرية والفنّ والانطلاق، وبعد أن كان الشر منثورًا بين الناس أصبح منظَّمًا, وله قوانين ودعايات وكُتَّاب ملئوا الدنيا ضجيجًا بواسطة هذه الأجهزة التي أصبحت مصدر خطر، وأيَّما خطر على كل الفضائل؛ لأنَّهم أساءوا استعمالها, واستبدلوا فيها الذي هو أدنى بالذي هو خير، وشبَّت أجيال على هذا الانحراف, ولا يدري إلّا الله تعالى أين سيقف دعاة العلمانية بالبشرية.

<<  <   >  >>