الناس يتكلَّم عنها بمعرفة أو بغير معرفة, وإنه من اليقين الذي لا مرية فيه ولا جدال أن الديمقراطية مذهب بشري, وأن تعاليمها وضعية, ومع ذلك فقد وجد فيها أهل أوربا عزاءً ما لما حلَّ بهم على أيدي رجال دينهم الوضعي كذلك, ومع ذلك فإن هذا العزاء لم يكن على ما يريدونه -كما سيأتي تفصيله بالنسبة لأهل أوربا, ولكن هل المسلمون في حاجة إلى تلك التعاليم؟ وهل بهم كذلك حاجة إلى أن يرددوا مثل هذه الكلمات الجوفاء, ومنها كلمة -الديمقراطية- وغيرها من الألفاظ التي غزت مفاهيم المسلمين وتأثروا بها, وردَّدوها عن نية حسنة في بعضهم, وعن نية باطلة في آخرين, حتَّى أصبحت كأنها لفظة شرعية وتسمية محبَّبَة لكثرة ورودها على الألسنة من غير المسلمين ومن بعض المسلمين.
وهذا الوضع هو ما ستجد الجواب عنه -أخي القارئ- أثناء دراسة هذه الظاهرة في هذه العجالة إن شاء الله تعالى.