للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لم تكن قد اهتمَّت بهذا الجانب؛ لأنه ليس من لوازمها حسب ما كان معروفًا, ولا شأن لها بالعاطلين عن العمل؛ إذ أن ذلك مسئوليتهم عن أنفسهم, ولا تسأل بعد ذلك عمَّا كان يحلّ بهم من الفقر والحاجة والبطالة, وفي الوقت الذي لم يجدوا فيه من يعطف عليهم, لا الحكومة ولا الأغنياء ولا أصحاب المصانع الأثريا, فوقعوا مرةً أخرى تحت سيطرة أصحاب المال من أهل الجاه والمال, فاضطر أولئك البؤساء إلى أن يعملوا شيئًا ما للفت النظر إلى حالهم التعيس, فاهتدوا إلى القيام بين فترة أخرى بالمظاهرات والشغب, واستمرَّ حالهم بين مَدٍّ وجَزْرٍ إلى أن وجدوا خيوط أمل النجاة تقع في أيديهم, فاضطر أصحاب التجارة والمصانع والأثرياء, وأيقنوا أن عليهم الرضوخ لمطالب أولئك البؤساء، استمرَّ الحال ينمو تدريجيًّا وببطء شديد الضعف من جانب العاطلين وأصحاب الأجور البسيطة, والتنازل رويدًا رويدًا من جانب الأثرياء والوجهاء, إلى أن وصل أولئك الفقراء إلى تحقيق أنه يجب أن تدفع الأجرة لكل عامل من قبل صاحب العمل حسب الاتفاق.

٩- ثم بدأ الجميع يعملون رجالًا ونساء, إلّا أنَّ المرأة كانت تعطى نصف أجرة الرجل, ومع مرور الوقت تنبَّهت المرأة لهذا الغبن, ووجدت من يصيح إلى جانبها بمنع هذا الظلم والجور, ومن هنا نشأت الدعوى لمساواة المرأة بالرجل, ومعنى هذا أن هذه الدعوى للمساواة لم تنشأ عن رحمة أو ضمير حيٍّ, وإنما نشأت عن ظلمٍ ظاهرٍ واقع على المرأة

<<  <   >  >>