للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: وأرادوا عبد الله بن وهب الراسبي «١» على الكلام يوم عقدت له الخوارج الرياسة فقال: «وما أنا والرأي الفطير، والكلام القضيب» ! ولما فرغوا من البيعة له قال: «دعوا الرأي يغبّ، فإن غبوبه يكشف لكم عن محضه» .

وقيل لابن التوأم الرقاشي: تكلم. فقال: «ما أشتهي الخبز إلا بائتا» .

قال: وقال عبيد الله بن سالم لرؤبة: مت يا أبا الجحاف إذا شئت.

قال: وكيف ذاك؟ قال: رأيت اليوم عقبة بن رؤبة ينشد شعرا له أعجبني.

قال: فقال رؤبة: نعم إنه ليقول ولكن ليس لشعره قران. وقال الشاعر:

مهاذبة مناجبة قران ... منادبة كأنهم الأسود

يريد بقوله «قران» التشابه والموافقة.

وقال عمر بن لجأ لبعض الشعراء: أنا أشعر منك! قال: وبم ذلك؟

قال: لأني أقول البيت وأخاه، وأنت تقول البيت وابن عمه.

قال: وذكر بعضهم شعر النابغة الجعدي، فقال: «مطرف بآلاف، وخمار بواف «٢» » . وكان الأصمعي يفضله من أجل ذلك. وكان يقول:

«الحطيئة عبد لشعره» . عاب شعره حين وجده كله متخيرا منتخبا مستويا، لمكان الصنعة والتكلف، والقيام عليه.

وقالوا: لو أن شعر صالح بن عبد القدوس «٣» وسابق البربري»

كان مفرقا في أشعار كثيرة، لصارت تلك الأشعار أرفع مما هي عليه بطبقات،

<<  <  ج: ص:  >  >>