للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل لبعض العرب: أي شيء تمنّى، وأي شيء أحب إليك؟ فقال:

لواء منشور، والجلوس على السرير، والسلام عليك أيها الأمير» .

وقيل لآخر، وصلى ركعتين فأطال فيهما، وقد كان أمر بقتله: أجزعت من الموت؟ فقال: إن أجزع فقد أرى كفنا منشورا، وسيفا مشهورا، وقبرا محفورا.

ويقال إن هذا الكلام تكلم به حجر بن عديّ الكنديّ عند قتله.

وقال عبد الملك بن مروان لأعرابي: ما أطيب الطعام؟ فقال: «بكرة سنمة، معتبطة غير ضمنة، في قدور رذمة، بشفار خذمة، في غداة شبمة» .

فقال عبد الملك: وأبيك لقد أطيبت.

معتبطة: منحورة من غير داء، يقال اعتبط الإبل والغنم، إذا ذبحت من غير داء. ولهذا قيل للدم الخالص عبيط. والعبيط: ما ذبح من غير علة. غير ضمنة: غير مريضة. رذمة: سائلة من امتلائها. بشفار خذمة: قاطعة. غداة شبمة: باردة. والشبم: البرد.

وقالوا: «لا تغتر بمناصحة الأمير، إذا غشك الوزير» .

وقالوا: «من صادق الكتّاب أغنوه، ومن عاداهم أفقروه» . وقالوا: «اجعل قول الكذاب ريحا، تكن مستريحا» .

وقيل لعبد الصّمد بن الفضل بن عيسى الرقاشي: لم تؤثر السجع على المنثور، وتلزم نفسك القوافي وإقامة الوزن؟ قال: إن كلامي لو كنت لا آمل فيه إلا سماع الشاهد لقلّ خلافي عليك، ولكني أريد الغائب والحاضر، والراهن والغابر، فالحفظ إليه أسرع، والآذان لسماعه أنشط، وهو أحق بالتقييد وبقلة التفلّت. وما تكلمت به العرب من جيّد المنثور، أكثر مما تكلمت به من جيد الموزون، فلم يحفظ من المنثور عشرة، ولا ضاع من الموزون عشره.

قالوا: فقد قيل للذي قال: يا رسول الله، أرأيت من لا شرب ولا أكل،

<<  <  ج: ص:  >  >>