سواء كأسنان الحمار فلا ترى ... لذي شيبة منهم على ناشىء فضلا
وقال آخر:
شبابهم وشيبهم سواء ... فهم في اللوم أسنان الحمار
وإذا حصلت تشبيه الشاعر وحقيقته، وتشبيه النبي صلّى الله عليه وسلّم وحقيقته، عرفت فضل ما بين الكلامين.
وقال صلّى الله عليه وسلّم:«المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ويرد عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم» .
فتفهم رحمك الله، قلة حروفه، وكثرة معانيه.
وقال عليه السلام:«اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول» .
وقال:«لا تجن يمينك على شمالك» . وذكر الخيل فقال:«بطونها كنز، وظهورها حرز» ، وقال:«خير المال سكة مأبورة، وفرس مأمورة»«١» .
وقال:«خير المال عين ساهرة، لعين نائمة» . وقال:«نعمت العمة لكم النخلة، تغرس في أرض خوارة «٢» ، وتشرب من عين خرارة» . وقال:
«المطعمات في المحل، الراسخات في الوحل» . وقال:«الحمى في أصول النخل» . وذكر الخيل فقال:«أعرافها دفاؤها، وأذنابها مدابها» ، و «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» . وقال:«ليس منا من حلق أو صلق أو شق»«٣» . وقال:«نهيتكم عن عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع وهات» . وقال:«الناس كالإبل المائة لا تجد فيها راحلة» . وقال:«ما أملق تاجر صدوق» . وجاء في الحديث:«ما قل وكفى خير مما كثر وألهى» .
وقال:«يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين» .