وذكر بعض الحكماء أعاجيب البحر وتزيد البحرين، فقال: البحر كثير العجائب، وأهله أصحاب زوائد، فأفسدوا بقليل الكذب كثير الصدق، وأدخلوا ما لا يكون في باب ما قد يكاد يكون، فجعلوا تصديق الناس لهم في غرائب الأحاديث سلّما إلى إدعاء المحال.
وقال بعض العرب:«حدث عن البحر ولا حرج، وحدث عن بني إسرائيل ولا حرج، وحدث عن معن ولا حرج» .
وجاء في الحديث:«كفى بالمرء حرصا ركوبه البحر» .
وكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب، يصف له البحر فقال:
«يا أمير المؤمنين، البحر خلق عظيم، يركبه خلق صغير، دود على عود» .
وقال الحسن رحمه الله:«إملاء الخير خير من الصمت، والصمت خير من إملاء الشر» .
وقال بعضهم: مروا الأحداث بالمراء، والكهول بالفكر، والشيوخ بالصمت.
عبد الله بن شداد قال:«أرى داعي الموت لا يقلع، وأرى من مضى لا يرجع. لا تزهدنّ في معروف، فإن الدهر ذو صروف. وكم من راغب قد كان مرغوبا إليه، وطالب أصبح مطلوبا إليه. والزمان ذو الوان، ومن يصحب الزمان يرى الهوان. وإن غلبت يوما على المال فلا تغلبن على الحيلة على حال. وكن أحسن ما تكون في الظاهر حالا، أقل ما تكون في الباطن مالا» .
وقيل لقيس بن عاصم: بم سدت قومك؟ قال: ببذل الندى، وكفّ الأذى، ونصر المولى.
وقيل لشيخ: أين شبابك؟ قال: من طال أمده، وكثر ولده، وقل عدده، وذهب جلده، ذهب شبابه.
وقال زياد: لا يعد منك من الجاهل كثرة الإلتفات، وسرعة الجواب.