وقال عبد الرحمن بن أمّ الحكم: لولا ثلاث ما باليت متى مت: تزاحف الأحرار إلى طعامي، وبذل الأشراف وجوههم إلي في أمر أجد السبيل إليه، وقول المنادي الصلاة أيها الأمير.
وقال ابن الأشعث: لولا أربع خصال ما أعطيت بشريا طاعة: لو ماتت أم عمران- يعني امه- ولو شاب رأسي، ولو قرأت القرآن، ولو لم يكن رأسي صغيرا.
وقال معاوية: أعنت على علي بثلاث خصال: كان رجلا يظهر سره، وكنت كتوما لسري. وكان في أخبث جند وأشده خلافا، وكنت في أطوع جند وأقله خلافا. وخلا بأصحاب الجمل فقلت إن ظفر بهم اعتددت بهم عليه وهنا في دينه، وإن ظفروا به كانوا أهون علي شوكة منه. وكنت أحبّ إلى قريش منه. فكم شئت من جامع إلي ومفرق عنه.
جهم بن حسان السليطي قال: قال رجل للأحنف: دلني على حمد بلا مرزئة. قال: الخلق السّجيح، والكف عن القبيح. ثم اعلموا إن أدوى الداء اللسان البذيء، والخلق الرديء.
وقال محمد بن حرب الهلالي: قال بعض الحكماء: لا يكوننّ منكم المحدث لا ينصت له، ولا الداخل في سر اثنين لم يدخلاه فيه، ولا الآتي الدعوة لم يدع إليها، ولا الجالس المجلس لا يستحقه. ولا الطالب الفضل من أيدي اللئام، ولا المتعرّض للخير من عند عدوه، ولا المتحمق في الدالة.
قالوا: قل النبي صلّى الله عليه وسلّم في معاوية: «للهم علّمه الكتاب والحساب، وقه العذاب» .
وقال رجل من بني أسد: مات لشيخ منا ابن، فاشتدّ جزعه عليه، فقام إليه شيخ منا فقال: اصبر أبا إمامه، فإنه فرط افترطته، وخير قدمته، وذخر أحرزته. فقال مجيبا له ولد دفنته، وثكل تعجلته، وغيب وعدته. والله لئن لم أجزع من النقص لا أفرح بالمزيد.